skip to main |
skip to sidebar

11:51 ص

Unknown
لا يوجد تعليقات
أصدرت
أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، بيانا
اليوم السبت، نعت فيه الشيخ لتلامذته ومحبيه والأمة كلها، مؤكدة أنها ستسعى
لتحقيق حلمه في فك أسر الوطن واستعادته، فضلا عن محاسبة المسئولين عن
قتله.
وأكد أسرة الشهيد الشيخ، في بيانها، أنه كان قد دعا الله لنيل الشهادة بين الثوار، وذلك خلال أدائه فريضة الحج هذا العام..
إليكم نص البيان التي حصلت بوابة الشروق على نسخة منه..
أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت:
القاهرة 17 ديسمبر 2011
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
إننا
إذ نحتسب عند الله تعالى الشيخ، فإننا نحمده جل شأنه أن أكرمه بالشهادة
التي طالما تمناها وكان قد دعا الله وهو يؤدي فريضة الحج هذا العام أن
يمنحها له، وفي وسط الثوار الذين شاركهم الاعتصام منذ اليوم الأول للثورة
المباركة، وسارع بالتواجد معهم كلما دعا داعا الوطن، وكان معهم في معركة
تحريره من أسر المتجبرين، من غير أن يقصر في المهمة العلمية التي سخره الله
تعالى لها في بيان الأحكام الشرعية للخلق وإرشادهم لطريق الحق جل في علاه.
ونحن
إذ تعتصر قلوبنا ألما على فراق الشيخ، فإننا نؤكد عزمنا سلوك كل الدروب،
واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسؤولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما
خرج من أجله في أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر
أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به ليدافع عن الأمة ويحرر أراضيها ويحقق
مصالحها، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحقق بمشيئة الله تعالى تلك المقاصد
السامية، التي سالت من أجلها الدماء الزكية للشيخ وغيره من الشهداء الذين
سبقوه.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا فضيلة
الشيخ لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل، إنا لله وإنا إليه
راجعون.
رحم الله تعالى الشيخ، وأسكنه والشهداء الأبرار فسيح جناته، وألحقنا بهم على خير، وحرر الوطن من الفاسدين والظالمين.
أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت

11:49 ص

Unknown
لا يوجد تعليقات
سالي مجدي زهران أحد الوجوه الشابة المشاركة في ثورة 25 يناير ،
وعرفها الجميع في مصر وخارجها من خلال صورتها التي تحمل ابتسامة أمل ونظرة
معبرة محبة إلى الحياة.
سالي زهران من مواليد
السادس عشر من أكتوبر لعام 1987 ، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم
اللغة الانجليزية بجامعة سوهاج ، تعيش مع أسرتها في شارع الجمهورية بمدينة
سوهاج .
توفت إلى رحمة الله في الثامن والعشرين من
يناير عام 2011 الماضي خلال أحداث "جمعة الغضب" ، وحظيت سالي زهران بشهرة
كبيرة في جميع وسائل الإعلام ، وقامت وكالة ناسا بعمل لها سفينة باسمها في
كوكب المريخ ، كما شبهها الكاريكاتير بـ "جان دارك المصرية شهيدة ثورة
الشباب" ، وقررت بلدية رام الله بإطلاق اسم المصرية "سالي زهران" على شارع
في مدينة رام الله ، ليكون الأمر بمثابة توثيق للأحداث الجارية على الصعيد
العربي حاليا ليعتبر تأريخاً لهؤلاء الشهداء.
كما
حصل العالم المصري الشاب عصام حجي على موافقة من وكالة "ناسا" الفضائية
لوضع اسم الشهيدة "سالي زهران" على إحدى المركبات الفضائية المتجهة إلى
كوكب المريخ ، وذلك وفقاً للتقليد المتبع بمعمل "الدفع الصاروخي النفاث"
التابع لوكالة ناسا الفضائية ، بوضع أسماء مواطنين من كل دول العالم وفق
اقتراح من أي مواطن أمريكي أو من أحد العاملين في ناسا، بناء على طلب مقدم
لإدارة وكالة ناسا.
الله سبحانه وتعالي كرم سالي
فى الدنيا وإن شاء الله في الآخرة ، هكذا بدأت والدة سالي زهران حديثها
لبرنامج بلدنا على قناة "أون" الفضائية ، وسردت والدة الشهيدة حديثها : مع
بداية الثورة علمت سالي من أصدقائها بسوهاج عن ضرورة المشاركة بالمظاهرات ،
وبعد أحد المكالمات الهاتفية مع صديقاتها ارتدت ملابسها وقالت لي "نفسي
أشارك بأي شئ لمصر ،أنا ذاهبة للمشاركة في المظاهرات" ، لم أتمكن من منعها
لحماسها الشديد ، وبعد عودتها للمنزل في نفس اليوم كانت في حالة مزرية
وملابسها مبللة ووجها أصفر شاحب وتشعر باختناق شديد من تأثير القنابل
المسيلة للدموع وخراطيم المياه ، لكنها لم تأتِ للمنزل للراحة ، ولكنها
جاءت لتبديل ملابسها والنزول مرة أخري لاستئناف رحلتها إلى الحرية وتحرير
مصر".
عائلة الشهيدة سالي زهران
وأضافت
والدة زهران : "عندما وجدتها في هذه الحالة الصعبة ، منعتها من النزول مرة
أخري ، وحكمتنى مشاعر الأمر وقلت لها يكفي ما قمتِ به ، ولكن نصيحتي لها
أصابتها بثورة كبيرة جداً وقالت لي "حرام عليكي سيبيني يا ماما أعمل حاجة
للبلد ، مش ليا لأخواتي " وبدأت تجري هنا وهناك ، مؤكدة إني إذا لم أسمح
لها بالنزول ستنزل إلى المظاهرات من "البلكونة ".
أثناء
الحديث والشد والجذب اتجهت سالي إلى غرفتها وجلست على سور شرفة غرفتها ،
بينما كانت تقف الأم عند بابا الغرفة ، وبدأت سالي فى التهديد بإنها ستخرج
من البلكونة إذا لم تتركها تمضي لتطالب بحريتها وتواجه نفس مصير الثوار ،
وفي هذه الأثناء كانت تقول "افتحي لي الباب من فضلك يا أمي" ، وفي هذه
الأثناء اختل توازنها وسقطت سالي من الشرفة وماتت في الحال.
سالي
زهران كانت فعالة ومهتمة بالعمل العام والسياسي ، ومهمومة بحال وشئون
الوطن مثلها مثل كثرين من أصدقائها الفتيات والشباب مفجري ثورة التحرير ،
يقول عنها شقيقها : سالي كانت شابة طموحة ومتمردة على أوضاع البلد ، لا
تفكر إلا في كيفية التغيير إلى الأفضل ، وكانت دوماً تفكر في الآخرين ، أما
شقيقها الأصغر بالمرحلة الابتدائية يشعر بالفخر بأخته سالي التي يحسبها من
الشهداء الذين شاركوا فى الثورة وأرادوا تغيير مصر وإنهاء الفساد وقد
فعلوا.
سالي زهران
أما
صديقة سالي فقالت : سالي استشهدت فى سوهاج لتلتحق بغيرها من شهداء التحرير
والمصريين في كل مكان الذي كتبوا بدمائهم سطور الحرية التى نتنفسها نحن
الآن.
سالي زهرة الجنوب اينما متِ وكيفما انتهيتِ
، ستبقي إحدى شهداء ثورة التحرير التي غيرت وجه مصر ، ونحسبها من الشهداء
الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا ، روى مسلم من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله
منازل الشهداء وإن مات على فراشه ".
لا تزال قصص شهداء الثورة المصرية تثبت من جديد وحشية النظام السابق
وجهازه الأمني في التعامل مع الثورة السلمية، التي أطلقها الشباب في
25يناير/كانون الثاني الماضي للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية.
الشهيد
محمد راشد درويش (23 سنة) من أبناء محافظة بور سعيد بمنطقة قناة السويس،
وأحد شهداء شباب الثورة، وقد تعرفت أسرته على جثته بصعوبة بالغة نظرا لوجود
80 طلقة رصاص في جسده، أطلقت عليه من على بعد متر واحد تقريبا، كما يؤكد
ذلك تقرير الطبيب الشرعي.
وحشية
"ثمانون طلق ماسي وغربلي منتشر في
جسده، منها 50 طلقة في الرأس من خرطوشتين ناريتين من على بعد متر تقريبا من
ماسورة طويلة لسلاحين مختلفين"، حسب ما جاء في التقرير.

أما
والدة الشهيد فإنها تؤكد إيمانها بقضاء الله وقدره وتحتسب ابنها في جنة
الخلد، وتقول "كأنهم يضربون كتيبة، وليس شخصا أعزل من السلاح، لم تكفهم
رصاصة واحدة لقتله، بل الرصاص منتشر في أنحاء جسده بوحشية ودون رحمة، لا
توجد آثار لمادة حارقة في يد ابني تفيد بأنه كان يقاومهم..، فلماذا قتلوه".
نشأ
محمد في منزل لأهله وعي سياسي بعيد عن العنصرية، وساعدته دراسته في كلية
الآداب قسم اللغة الإنجليزية على الانفتاح على المواقع الأجنبية، وتشبع
بمعنى الحرية، وكان حزينا على توصيل الغاز والأسمنت لإسرائيل بأثمان لا
تذكر.
والدة الشهيد راضية بقضاء الله وفخورة بما صنعه ابنها والشباب
تقول
والدة محمد -وهي تعمل إدارية بالتربية والتعليم- "علمت أولادي الأربعة
الوسطية في الفكر وقبول الرأي والرأي الآخر، كان محمد يتمنى أن تتحرر مصر
من العبودية، وأن يجد عملا مثل أي شاب، وتمنى أن يشارك في مظاهرات التحرير
في يوم الغضب، ومنعه عدم وجود نقود كافية معه، فكان يتابع الأخبار في
الإذاعات الأجنبية على الإنترنت، وكان سعيدا بانضمام أكبر عدد من الشباب
على فيسبوك للمشاركة في جمعة الغضب".
إصرار
وتضيف أنها في ذلك اليوم
اقترحت عليه أن يطلب من أبيه ثمن السفر إلى القاهرة للمشاركة مع الشباب في
ميدان التحرير، لكن الابن لم يستجب لمقترح والدته، معتبرا أن السؤال يجرح
كرامته، خاصة أن والديه مطلقان، وكان محمد هو الذي يساعد والدته ماليا من
خلال عمل يقوم به بالإضافة إلى دراسته.
وتمضي الأم تسرد قصة ولدها الشهيد "خرج محمد مع إخوته الثلاثة يهتفون بسقوط النظام الذي لا يعرف الله ولا الرحمة".
وبالفعل
شارك محمد في الثورة، وكان لا يعود إلى المنزل إلا لتناول الطعام، وعندما
طلبت منه الأسرة أن يكتفي بالتعاطف والتأييد، جاء رده بأنه ليس أفضل من أي
من شباب مصر، وأضاف "كلنا ننادي بمطلب واحد، هو الحرية والعدالة وإسقاط
النظام".
وبعد نزوله إلى التظاهر بساعة واحدة، تلقت والدته اتصالا
هاتفيا يعلمها بأن ابنها في مستشفى بور سعيد العام، فهرعت إلى المستشفى
للبحث عنه بين المصابين، ولم تجده فتأكدت بعدها أنه استشهد.
ومع رضاها
بقضاء الله، فإن الأم المكلومة حزينة للتباطؤ في استكمال الإجراءات الخاصة
بوفاة ابنها الشهيد محمد، خاصة في استخراج النيابة للأوراق التي تثبت أن
ابنها قتل في جمعة الغضب.
وتقول الأم إنها تريد فقط تكريم ابنها معنويا
لأنه شارك بروحه الطاهرة في تحرير الوطن، وتضيف "لم نحصل على المبالغ التي
وعدت بها الحكومة والمؤسسات الاجتماعية، أنا لا تكفيني ملايين العالم مقابل
رؤية ابتسامة ابني مرة أخرى".
وتمضي تؤكد بحزم "لن أرتاح ويهدأ قلبي
المفطور على ابني، إلا عندما نشعر بالعدالة والمساواة، وتنال اليد الخسيسة
التي طالت ابني وأوقعته شهيدا عقابها".
ورغم مأساوية ما حدث مع الشهيد محمد ، إلا أنه يبدو أن ما خفي كان أعظم
الشهيد/ أحمد ايهاب محمد فؤاد عباس
29 سنة
مهندس خريج جامعة حلوان
وهو
متزوج منذ شهرين فقط، وكان يحلم مثله مثل أي شاب مصري بالتغيير، بحياة
كريمة له ولأولاده في المستقبل، لكنه لم يفكر يوما في التظاهر من أجل
المطالبة بالتغيير. كان بداخله رغم ذلك يشعر أن هذا اليوم آت لا
محالة..ولكنه كان ينتظر الشرارة ليخرج مع الجميع في يد واحدة وبصوت واحد
يطالبون بإسقاط النظام واستحداث مصر جديدة.
وحين اندلعت هذه الشرارة
الشعبية يوم الثلاثاء 25 يناير، أخبر زوجته أنه “قرر” الخروج في مظاهرات
جمعة الغضب الموافق 28 يناير 2011، ولن يتراجع عن قراره بأي حال.
وخرج
أحمد بالفعل للمرة الأولى ولم يكن يعلم أنها ستكون الأخيرة، خرج بعد أن
تحرر من قوقعة الأغلبية الصامتة المصرية، ولكنه لم يعد لزوجته التي كانت
تنتظره بفارغ الصبر، ليحكي لها عما فعله وعما شاهده، وعن المظاهرات التي لم
يسبق لها مثيل في تاريخ مصر.
استشهد أحمد بينما كان يواجه بقلب
شجاع جحافل الأمن التي تمركزت عند مدخل جسر قصر النيل لمنع المتظاهرين من
الدخول لزمر ثورتهم، ميدان التحرير.
تلقى ثلاث رصاصات غادرة في
جسده، واحدة منها اخترقت عيناه، ولقى ربه متأثرا بجراحه في الثاني من شهر
فبراير الحالي، بعد أن قدم روحه فداء للوطن، وبعد أن مهد الطريق لزملائه من
أجل دخول ميدان التحرير.
أسرع عدد من المتظاهرين إلى نقله لمستشفى
الحسين الجامعي بالقاهرة، واستمر بها إلى أن فاضت روحه إلى بارئها يوم 2
فبراير، فاقترح عدد من شباب الثورة المصرية أن يسجل اسمه باحرف من نور في
نصب تذكاري لشهداء

11:16 ص

Unknown
لا يوجد تعليقات
المكان : الجنه, المحلّة حي يرزق
تاريخ الميلاد 28 يناير، 2011
حكاية شهيد:
الشهيد مصطفى الصاوي .. عمره 26 سنه .. كان يوم إستشهاده نفس يوم ميلاده 28
يناير إستشهد على كوبري بالرصاص المطاطي بأكتر من 25 طلقة في جسمه
إمام
مسجد الحصري بالعجوزة، ويؤمُّ المصلين في الكثير من المساجد الأخرى، وهو
يحفِّظ القرآن لعشرات الأطفال بالمنطقة، وفي الأسبوع الأخير من حياته كلما
عرض عليه أحدٌ الزواج كان يبتسم ويجيبه بيقين تام بأنه سيتزوج قريبًا "من
خارج الدنيا"!.
بدايةً يعرفنا أكثر على شهيد العجوزة صديقه
ومربِّيه وزوج أخته، محمد عبد الرازق؛ حيث يقول: "مصطفى كان حافظًا لكتاب
الله بأكمله، وكان يؤمُّ المصلين في رمضان، وفي غيره من الشهور، وكان يحب
الإنشاد بصوته الفائق الجمال، وهو من النوع الذي يحدِّد هدفًا واحدًا فقط
في فترة محددة، ويسعى إلى إنجازه بكلِّ ما أوتي من قوة، ثم يبدأ في التوجه
إلى هدف آخر وهكذا".
ويضيف: "في الثانوية العامة كانت اللغة
الإنجليزية متسبِّبة في مشكلة كبيرة لمصطفى، فحدد هدفه أن يجيدها خلال
مرحلة معينة، وبالفعل أنجز 11 مستوى بالجامعة الأمريكية من أصل 13 مستوى،
حتى إنه كان يعمل مصمِّم رسومات بشركة مقاولات لأعمال التكييف، ولم يكن
بارعًا فيها للدرجة، ولكنَّ الشركة تمسَّكت به لإجادته اللغة الإنجليزية
بجدارة".
ويستكمل تعريفه بالشهيد- الذي كان يعدُّ أوراق الخدمة
العسكرية قبل استشهاده بأيام-: إن مصطفى كان هادئ الطباع جدًّا، وكان حياؤه
كبيرًا جدًّا، وخجله من الممكن أن يسبِّب له مشكلات عديدة، ففي ذات مرة
كان ينشد في حفل، وفوجئ بأن الصفَّين الأولَيْن جميعهما من النساء، فأنشد
مقطعًا من الأنشودة، وأصرَّ على عدم استكمالها، وهبط من المسرح.
ويتابع:
"كثيرًا ما كان يعرض على مصطفى أن تسجَّل له شرائط ويتمَّ تسويقها، إلا
أنه كان يرفض بشدة، فكنا نفسِّر ذلك بأن موضوع استغلال صوته الجميل ليس في
اهتماماته، إلا أننا بعد استشًهاده أيقنَّا أنه كان لا يحب الشهرة، ولا
يرغب أن تحتلَّ جزءًا- ولو ضئيلاً- من قلبه؛ حتى غرفته كان زاهدًا فيها
جدًّا، وكان يتعمَّد أن تكون كذلك، فلا يوجد فيها إلا فراشه ومكتبته، ولا
يوجد بها سجاد ولا زخارف ولا أشياء كمالية، وأكثر ما يؤلمني هو عدم فهمي
وتفسيري لتحركات مصطفى وتفكيره وهو حي، والتي أدركتها بعد فوات الأوان،
وأنه ليس تابعًا لدنيا وإنما يريد الله والآخرة فقط".
ويقول إن مصطفى كانت لديه سلامة صدر عالية، وكان مبتسمًا دائمًا في وجه الجميع، ويقابل كل المشكلات ببساطة بالغة.
الحور العين!
وتروي
والدته آخر لحظات قصتها معه، مشيرةً إلى أن نجلها ظل يوم الأربعاء 26
يناير يتحدث معها كثيرًا، ودار بينهما حوار حول زواجه، فقالت له: "انتهي يا
مصطفى من الجيش على خير علشان نخطب لك"، فردَّ عليها: "لا يا أمي، أنا
سأتزوج من خارج البلاد"، فقالت له إن بنات الخارج لا يناسبن ثقافتنا"،
فقال- وهو مبتسم-: "لا تقلقي يا أمي دول مناسبين جدًّا، وفي غاية الجمال".
وحاولت أمه أن تلتقط أنفاسها، والدموع تنهمر من عينيها بكثافة
لتعاود قائلةً: "لم أكن أعرف أنه يقصد بالزواج من خارج البلاد، أنه يقصد
الحور العين، وأنه كان على علم بأنه سيُستشهد"، وانخرطت بعدها في بكاء
طويل.
وتتذكَّر شريط الذكريات، مشهدًا تلو الآخر، وقالت: "سهرنا
معًا يوم الخميس إلى صلاة الفجر، فصلينا، وقلت له بعدها اذهب للنوم لأنك
تعبت اليوم جدًّا، ولا تذهب للمظاهرات، فردَّ عليَّ في سرعة بالغة: أنا
ذاهب طبعًا لأني سوف أستشهد غدًا بإذن الله، وتبسَّم وذهب للنوم، ووقتها
شعرت بانقباض في قلبي، وقد كان ما كان".
وتضيف قائلةً: "وقت صلاة
الجمعة، توجَّست أن أوقظه، ففتحت باب غرفته وتأكدت أنه نائم، وتسلَّلت ببطء
خوفًا من استيقاظه وذهابه إلى المظاهرات"، إلا أنها لحظات وهبَّ مستيقظًا،
وارتدى ملابسه بسرعة بالغة، وذهب مهرولاً إلى صلاة الجمعة دون أن يسلِّم
عليها، وكانت جنازته تهرول إلى القبر أيضًا تمامًا كهرولته إلى الله، وهو
ذاهب للمظاهرة.
لحظات وداع
أما أخته مريم فتروي آخر لحظات
قصتها مع مصطفى فتقول: "يوم الثلاثاء زارنا بشكل مفاجئ وعجبت لذلك، إلا أنه
قال لي جئت لأسلم عليك فقط، وحدث نفس الأمر في يوم الأربعاء، أما يوم
الخميس فاتفقت معه أني سأزورهم أنا، ولكن تأخرت فاستعجلني، وكأنه يودِّعنا،
ويريد أن يجلس معنا أطول فترة ممكنة".
وتضيف قائلةً: "قال لي يوم
الخميس: أنا ذاهب لأستشهد غدًا، فضحكت واعتقدت أن كل ذلك مجرد مزاح"،
وتستكمل: "إلا أني أيقنت أن كل تلميحاته السابقة وحركاته؛ كانت نابعة من
شخص واثق في استشهاده، فهو بمجرد نزوله للمظاهرة استُشهد، وعلمنا بخبر
الوفاة في الرابعة والنصف عصرًا، وأكد إجرامَ الشرطة وجهاز أمن الدولة
تقريرُ الطبيب الشرعي، الذي قال إن سبب الوفاة إصابته بطلقات نارية حية".
ويستكمل
صديقه محمد قائلاً: "تحركنا من مسجد مصطفى محمود، وأول نقطة احتكَّ بنا
الأمن المركزي فيها كانت على كوبري الجلاء؛ حيث ضربنا بالقنابل المسيلة
للدموع، وقابلت لواء شرطة اسمه سعيد شلبي، رئيس قسم العجوزة السابق ومساعد
وزير حالي، احتكَّ بي قديمًا في الانتخابات، وأصرَّ على طردي من لجنة الفرز
ودفعني، واحترمته؛ لأنه رجل كبير في السن، وفي تلك المظاهرة وجدته مصابًا
من جرَّاء القنابل بحالة اختناق وملقًى على الأرض، فالتقطته من وسط
المواطنين، ونقلته بنفسي أنا ومصطفى إلى مستشفى الشرطة".
لحظة استشهاده
ويستكمل
قائلاً: "عدت مرةً أخرى للمظاهرة عند كوبري قصر النيل بالقرب من الأوبرا،
بعد أن اطمأننت على اللواء، وتوالت إصابات المتظاهرين، فرأيت رجلاً فوق
الستين من عمره مصابًا بخراطيش في وجهه، وأخفيت ملامح وجهه بسبب الدماء
كأننا في حرب غزة، فرفعناه على مقعد ونقلناه إلى فندق بجوار الأوبرا؛ حيث
كان يتم تجميع المصابين، فقابلت صديقًا لي هناك، وقال لي ادع لمصطفى لأنه
أصيب إصابة شديدة، فاستغرقت في التفكير هل أترك هذا الرجل المسنّ، وأذهب
إلى مصطفى أم ماذا أفعل؟!، وكل ما جال بخاطري أن إصابة مصطفى بسيطة بإذن
الله".
ويضيف: "سألت المتظاهرين على مصطفى فقالوا لي: إنهم ذهبوا
به إلى مستشفى "الأنجلو أمريكان"، فما إن وصلت وجدت أناسًا يقولون لشقيقي
لا تتركوا حقَّه، فجريت إليه وسألته ماذا حدث؟ وحقّ من الذي تتحدثون عنه؟،
فقال لي: مصطفى الصاوي استُشهد، وهو أول من استُشهد على كوبري قصر النيل.
ويروي
تلك اللحظات فيقول: "ما إن تلقيت الخبر لم أشعر بنفسي، وكل ما دار بذهني
وقتها حادثة خالد سعيد، فخشيت أن يشهِّروا بمصطفى على أنه مجرم، أو متعاطٍ
للمخدرات، أو غيرها من تلك الاتهامات الباطلة التي يسوِّقونها، فقرَّرت
المبيت بجوار جثمانه".
ويشير إلى أن الأطباء في المستشفى أخبروه أن إصبع مصطفى كان على وضع الشهادة منذ ما جاء، وتجمَّد على تلك الحال.
ويضيف:
"على الرغم من أن أغلب العاملين في المستشفى من المسيحيين فإن تعاملهم كان
في قمة الأدب والاحترام، والداخلية الفاشلة ووزيرها المجرم هم من كانوا
يريدون إشعال الفتن بيننا وبينهم".
ويتابع: إن تقرير الطب الشرعي أثبت إصابته بطلقات نارية "رشية" حيوية بمنطقة الصدر، ونتج منها 25 ثقبًا.
في الجنازة
ويقول:
"ما إن انتهينا من إجراءات الدفن؛ حيث كفَّناه دون أن نغسِّله، صلينا عليه
في الشارع لكثرة عدد المصلين، ولم يوجد مسجد يستوعب عددنا، وكان أملي أن
أحمل مصطفى وأمضي به شارعًا واحدًا فقط، إلا أني فوجئت بعربات الأمن
المركزي تحيط بنا، ولكن الأهالي أصرُّوا على أن نحمل مصطفى مشيًا على
الأقدام من العجوزة إلى السيدة عائشة، فزادت الأعداد بمئات الآلاف، حتى إن
المارَّة اعتبروها مظاهرة، وضرب الأمن النار ونحن قرب الجامعة الأمريكية،
وأصيب عدد كبير من الناس خلالها"!.
ويبين أن أصدقاء مصطفى أقسموا
أنهم لن يرحلوا من التحرير؛ حتى يؤخذ حق كل الشهداء، وليس مصطفى فقط،
مؤكدًا أنهم ما زالوا في انتظار محاكمة المجرمين؛ لأن ما حدث فقط هو تنحِّي
الرئيس، أما أذناب الرئيس المخلوع وذيوله فما زالوا موجودين.
العادلي القاتل
أما والد سمير الصاوي فيقول: "شعرنا براحة كبيرة جدًّا بتنحِّي مبارك، ولكنَّ حق مصطفى وحق جميع الشهداء لم يعد".
فقاطعته
والدة الشهيد: "حق مصطفى لن يعود إلا إذا أتينا بحبيب العادلي في وسط
ميدان التحرير، وجعلنا كل من له حق من أهالي الشهداء أو المصابين يقتصُّ
منه كما يجب، ولم ولن أهدأ حتى يقتص جميع أمهات الشهداء من المجرم".
وتضيف أنها بمجرد سماع خبر التنحِّي نزلت إلى الشارع، وزغردت مع أهالي المنطقة، وأقاموا زفةً كبيرةً وسط تهاني الناس لها.
ويؤكد
والد الشهيد هذا الكلام، قائلاً: "بفضل الله أنا متأكد أننا لن نعود في
ذلك البلد خطوةً إلى الوراء، فبمجهود ذلك الشباب الذي ضحَّى بروحه في سبيل
البلد لن نعود إلى الوراء أبدًا".
وبلغة يملؤها التحدي قال: "لو
رزقني الله 10 أبناء مثل مصطفى لدفعت بهم واحدًا تلو الآخر؛ ليُستشهدوا في
سبيل الله لإصلاح ذلك الوطن، ولن أتوانى في ذلك أبدًا".
ويستكمل
صديقه محمد قائلاً: "حتى وزير الداخلية الجديد الذي يقول إن حبيب العادلي
ظلمه، كاذب؛ حيث قال: إن المتظاهرين كان بحوزتهم أسلحة بيضاء، وأنكر وجود
رصاص حيّ تم ضربه على المتظاهرين، ومن المفترض أن من ذاق طعم الظلم لا يرضى
أبدًا أن يذيقه لغيره".
ويستطرد: "حاولنا أن نقدم مداخلةً في
برنامج "الـ10 مساءً"، وإيهاب شقيقه أراد أن يقوم بمداخلة للبرنامج، إلا
أننا فشلنا، ففي المرة الأولى قاموا بإغلاق الهاتف في وجهه بمجرد علمهم
بأنه أخو الشهيد مصطفى الصاوي، وفي المرة الثانية قالوا إن لديهم الكثير من
المداخلات، وليس لديهم وقت لمداخلته، لذلك قمت بإنشاء مجموعة على "الفيس
بوك" تحت اسم "كلنا ضد العاشرة مساء"؛ لأن الإعلام ما زال يأخذ تعليماته،
وما زال المجرمون يسوِّقون لإجرامهم.
ثقة مفقودة
ويتساءل
محمد: "بعد كل ذلك هل يجوز أن يقولوا نعيد الثقة بين الشعب والشرطة؟! أي
ثقة التي من المفترض إعادتها، وهو يقوم بضرب النار على المتظاهرين؟ أي ثقة
التي يطالب بها، وهو حرم أطفالاً من حفظ القرآن على يد مصطفى؟ وهو حرم
ابنتي وأولادي من أن يقولوا كلمة "خالو مصطفى"؟ أي ثقة يتحدثون عنها وهناك
أمٌّ حُرِمَت من ابنها الذي كان يقوم بتلبية طلباتها كافة؟!".
ويضيف:
"مصطفى أقام دروسًا للطلاب غير القادرين بدون مقابل مادي، حتى إنه جمع
الشباب من مختلف التخصصات، سواءٌ كان خريج تجارة أو صيدلة أو أي كلية أخرى،
إلا أنَّ أمن الدولة دَهَم المكان وأغلقه؛ بحجَّة أن مصطفى منتمٍ إلى
جماعة الإخوان المسلمين، ولا يجوز تقديم أي خير للبلد".
ويقول:
"مصطفى خدوم إلى درجة لم تتخيلوها، فعندما كنا على كوبري قصر النيل قبل
استشهاده بدقائق، كان يوزِّع كل الكمامات التي يمتلكها على الناس من حوله،
حتى إن أحد أصدقائه قال له اترك بعض الكمامات لأصدقائنا الذين لم يلتحقوا
بنا بعد، فأجابه مصطفى كل من هم هنا إخواننا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، واجتمعنا
من أجل غاية واحدة".
ويؤكد أن سلوك الشهيد كان القرآن؛ حيث دائمًا
ما كان يُسمع ما حفظه من القرآن أثناء سيره، أو يردِّد أناشيد وابتهالات،
فهو حقًّا كان يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه "إذا
رأيته يذكرك بالله"، وكثير من معارفنا وأقاربنا كانوا دائمًا ما يقولون إن
مصطفى لن يموت إلا شهيدًا".