الخميس، 31 مايو 2012

سيفسرون فوز «شفيق» بـ«هزيمة للثورة»

وصف المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة، الأربعاء، جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بأنها « ثنائية نظام الاستبداد».
وقال «بشارة»، في رسالة منشورة عبر صفحته على موقع «فيس بوك»، «الاستقطاب بين جهاز الدولة والإخوان هو ثنائية نظام الاستبداد، وهو ما بقى من الجولة الأولى للإعادة، ولكن هذه الثنائية انتقلت إلى الجولة الثانية بأقل من ربع الأصوات لكل من قطبيها».
وأضاف «بشارة»: «لكي يفوز مرسي، سيكون على حزب الحريه والعداله ان يتجاوز هذه الثنائية، إلى تحالف مع تيارات لا مركزية في المجتمع والانفتاح عليها».
وأشار «بشارة» إلى أن أغلبية الشعب المصري تعرف أن فوز شفيق مجازفة كبرى قد تؤدي الى إعادة الثقة بالنفس للنظام الساقط، وتحوله حتى إلى ارتكاب العنف من جديد، فضلا عن رد الفعل عليها.
وتابع: «كان الجديد في هذه الانتخابات هو نشوء تيارات خارج ثنائية الإخوان وجهاز الدولة، وقد تجمعت التيارات السياسية والاجتماعية في حملتي حمدين وأبو الفتوح».
ودعا «بشارة» إلى ضرورة وحدة التيارات الداعمة لكن من المرشحين الرئاسيين، حمدين صباحي، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، موضحًا: «لابد لهذه التيارات التي فازت بأغلبية أصوات المدن الكبرى أن تتنظم لأنها تمثل المستقبل، وهي لن تعقد صفقات مع الإخوان قد تضر بقدرتها على التنظيم والاستقلال».
واستكمل: «يمكن لحزب العدالة والحرية أن يجتذب غالبية مؤيدي هذه التيارات للتصويت لمرسي ضد شفيق، إذا كان مقنعا وذا مصداقية في الموقف من مبادئ الديمقراطية وممارستها».
ونوه «بشارة» بأن جماعة الإخوان المسلمين خسرت حين حاولت منافسة السلفيين بالالتزام بالإسلام السياسي، بمعنى الدولة الدينية،«فهم لم يعرفوا تركيبة جمهورهم»، مشيرا إلى أن جمهورهم «متدين» و«لكنه ليس بالضرورة مؤيد للدولة الدينية، أو للاستقطاب المجتمعي».
واسترجع  «بشارة» في تحليله السياسي ذكريات المظاهرات التي خرج فيها كل من الإخوان والسلفيين، خلال العام الماضي، حيث تظاهروا ضد المجلس العسكري، بشعارات إسلامية ومن دون شعارات ديمقراطية.
وأوضح «بشارة» أن مثل تلك المظاهرات أدت إلى «استقطاب ديني علماني، وقد استمر هذا الموقف مع لجنة الدستور، ويعاني مرشح حزب الحريه والعداله حاليا من هذا الاستقطاب الذي يستغله أنصار النظام السابق للتحريض وتشويه صورة الإخوان»، مطالبًا في الوقت ذاته بضرورة تجاوزه.
واستطرد قائلا: «لقد نشأ انطباع لدى الشباب الثوري بأن الإخوان مهتمون بنفوذ الحزب ووصوله إلى السلطة أكثر من اهتمامهم بمطالب الثورة، ويمكن لحزب الحرية والعدالة تصحيح هذ الانطباع عن الإخوان بالأفعال العينية، لا بالكلمات».
واعتبر «بشارة» أنه «ليس المهم أن يدعو الحزب صباحي وأبو الفتوح للتصويت لمرسي في الإعادة، بل المهم هو أن يخاطب جمهورهما الواسع ويقنعه، هذا الجمهور المجرب لن يقتنع بالكلام، بل بالإجراءات العينية التي تثبت الالتزام بمبادئ الديمقراطية».
وقال «بشارة»: «يمكن لمحمد مرسي الفوز إذا أدرك الإخوان أنهم أمام مفترق طرق تاريخي، إما طريق العدالة والتنمية لقيادة الدولة، أو طريق المعارضة المنغلقة التي قد لا يتوقف تدهورها حتى في المعارضة، ومهمتهم في السلطة لن تكون التكيف مع الديمقراطية فقط، بل قيادة التحول الديمقراطي».
واختتم «بشارة» رسالته بقوله: «هذا يتطلب إرادة حقيقية نأمل أن تتوفر بفوز مرسي، ومن دونها قد يفوز شفيق، والفلول سوف يفسرون فوز شفيق كهزيمة للثورة، ولا يجوز أن تمنح لهم هذه الفرصة».

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Reviews تعريب : ق,ب,م